أيها الرأسُ الشريفُ المُعلًى

أيها الرأسُ الشريفُ المُعلًى و دمُ العشق على الرمح صلى ما انثنت أسيافُ ثائر ذاب حزناً يوم عاشر

العام الهجري: 1446

كلمات الشاعر: السيد سلمان محمد

أداء الرواديد: حسين عادل العود، عبدالله خليل

آه يا يومَ الطفوفِ وجهُكَ الدامي    ..    خضبت مأساتُه بالوجدِ أيامي
جزِعا منك حياتي حُمْرُ دمعاتٍ    ..    فزِعًا من مشهد الذبح بأحلامي
سهدت عيني و ليلي ضم أقمارا    ..    خُسفت و النجمُ يبكي ذبحة الحامي
آهِ يا يوم الحسينِ لم تغب حتى    ..    عدت بالعوجاء تعدو فوق أسقامي


و ما سُقمي و أسقام البرايا    ..    سوى من هزة الكونِ بعاشر
بيومٍ قد علا العلياءَ شمرٌ    ..    و مازال بنعليه يفاخر
و ما سُهدي و سُهد المعدمينا    ..    سوى من غيبة طالت لثائر
هتافات الظليمة كل حينٍ    ..    و ألافٌ كشمرٍ و هو صابر

يموعد ربي عجل    ..    على العدوان بالذل
و بالثارات زلزل    ..    شمر و علوج أمية

يثار الله د اظهر    ..    و خذ ثار أبو الأكبر
من الطغيان و الشر    ..    و لا تبگي بگيّة

فبثأرِ الشهدِاءِ أنت أولى


كلمةٌ طيبةٌ، دعوةُ الصدقِ    ..    كلمةُ الإسلامِ و القرآنِ و الحقِ
أفردتها فوق رَمضِ الأرض آثامٌ    ..    ثم أطماعٌ بزيفِ العيشِ للحّمقِ
و سهامُ الجهل ترميها بنيرانٍ    ..    سجّرتها جذوة الأحقادِ للرَشقِ
خَرَقت جِيدَ الرضيع و هو عطشانً    ..    فارتوى من لبنٍ في منزلِ الصدقِ

بنفسي أفتدي شلالَ دمِّ    ..    على أفق الرضا بالتلبياتِ
صلاةً صاعدًا من كف عبدٍ    ..    به سهلٌ عظيمُ التضحيات
إلى ربٍ عزيزٍ ذي اقتدارٍ    ..    فيوحيه إلى قلب الأُباةِ
فتحيا ثورةً في كل ركنٍ    ..    به ذكرُ الحسين في الحياة

بها صوتُ الرضيعِ    ..    بشلال النجيع
ككابوسٍ فظيعِ    ..    على الطاغوت زمجر

و قطرات الدماء    ..    كسجيلِ السماء
على ابن الأدعياء    ..    إذا المهديُّ كبّر

شاهراً من دم عبدالله نصلا


يا شواهينًا بساحات الوغى صالوا    ..    صدقوا العهد و قولُ الصدق ما قالوا
ما وصلتم لرفيع الشأن إلا من    ..    ردع أمر النفس إن عارضه الآلُ
فنُثرتم مثل ياقوت بعاشورا    ..    ترخصون النفسَ إذ جيشُ العدى مالوا
و قُرِنتم بحسينٍ ليتني في من    ..    قد دنا منكم و لي معشارُ ما نالوا


ألا يا لهف نفسي لجسومٍ    ..    على الرمضاء تذروها السوافي
تشاهدها الرؤوسُ على جمارٍ    ..    من الأسَلات من بعد القِطافِ
سقت أرضَ الطفوف دماءَ عزٍ    ..    ينابيعا تفور من الشغافِ
فخالط دمُّها لدمِ الخلودِ    ..    فأينعت القواحلُ و الفيافي

نبت سدر الكرامة    ..    شجر عالي مقامه
ثماره الاستقامة    ..    حشد خيرة الأخيار
ثمر طعمه السعادة    ..    لسيد من السادة
هدف عنده الشهادة    ..    و يفني الكفر و العار

و بهِ القائمُ يسقي الكفر ذُل


أيها القومُ اسمعوا و أجيبوني    ..    هل هنا سبطُ نبيٍّ مرسلٍ غيري؟!!
فأجابوه سهاماً ثم أحجاراً    ..    و أحاطوه سيوفَ الرفضِ للخيرِ
فمضى في بحر جندٍ ما له مرسى    ..    يحصد الشر و أهلَ البغي و الجورِ
ما رأت عينُ الزمانِ قطُ مكثوراً    ..    كحسينٍ في الوغى كالصقر للطيرِ

بنفسي وحده بين الألوفِ    ..    و حرملة اللعينُ له ترصد
رمى سهمًا بشعباتٍ ثلاثٍ    ..    أصاب فؤاد طه حين سدد

هوى و سهامهم هطلت بجسمٍ    ..    حكى القنفذَ و البوغا توسد

و سل الشمرُ سيفَ ترات بدرٍ    ..    و حز من القفا نحرا لأحمد

و جا الميمون يصهل    ..    و سرجه خالي ميّل
و من شافته أگبل    ..    تسأله فارسك وين؟!!
و طلعت إلى لحصان    ..    و نظرت إلى الميدان
و شافت على التربان    ..    شمر حز راس لحسين

فوَرَتْ من نحره ألف كلا


أختُ يا زينب: "هلا تنظري الرمحا؟"    ..    لأرى عينيك في الصبر على نحري!!
أنتِ طودٌ من عليٍّ يا ابنة الزهرا    ..    إذ صبرت ساعة الشمرُ علا صدري
بجبال الصبر في قلبك يا زينب    ..    أوِّبي جنب صغاري ساعة الأسرِ
ظلليهم و استري النسوة و احميهم    ..    و انسجي من زَرَدِ العفة بالستر

بجيشٍ آخرٍ ليس يراهُ    ..    سوى من عرف الله الجليلا
و آمن حيث شك الناسُ طرا    ..    بـ طه هادياً حقاً رسولا
فأنفذ جيشه في حضن حيدر    ..    و أمّنَه المشرفةَ البتولا
يرددُ بعد ذبحي في شموخٍ    ..    و يهتف ما رأى إلا جميلا

ذعر و أطفال تنحب    ..    تفر و الخيمة تلهب
تلوذ بجيش زينب    ..    كهف حامي الحمية
گلبها شِعل نيران    ..    على المذبوح عطشان
و ثورة على الطغيان    ..    و تمام النصُر هيَّه

و انتصار الستر و العفة أجلى