صاحَتِ الزهراء

صاحَتِ الزهراء .. كافِلَ الحوراء يا أبا الفضلِ .. يا أبا الفضلِ

العام الهجري: 1446

كلمات الشاعر: علي عبد الأمير

أداء الرادود: حسين عادل منصور

يا سَمِيَّ البدرِ هذي صيحَةُ الزَهراء
نَزَلَت مِن شاهِقِ الخُلدِ بعاشوراء
رُزءُكَ اليَومَ عليهَا هَوَّن الأرزاء
فَبِقَطعِ الكَفِّ تُسبَى الدُّرَّةُ الحَوراء

قُم بِنفسي جبلًا  ..  ساعَةَ البلاءِ
وانشُر الرايَة في  ..  الأرضِ والسّماءِ
ذُدْ عَن ابني باذِلًا  ..  خالِصَ الدّماءِ
وَمِنَ الزَّهراءِ خُذ  ..  أفضَل الجزاء

رايَةٌ شَمّاء  ..  تُسعِدُ الزهراء
يا أبا الفضلِ  ..  يا أبا الفضلِ
قُمْ جَزاءُ الكَفِّ هذي ساعةَ المحشر
يُجمَعُ النَّاسُ وتُجبَى زُمرَةُ المُنكر
بيميني كَفُّكَ المقطُوعُ إذ يُنشَر
بقميصٍ قَد تَدَمَّى بدمِ المنحر

أنجَبَت أمُّ البنين  ..  بِكَ خيرَ ناصِر
وجزاها في غِدٍ  ..  بالكُفوفِ حاضِر
وعَلَى الأشهادِ مُذ  ..  بِكَ كَم أُفاخِر
فَتَقَرُّ عينُها  ..  بسنى المَفاخِر

أُمُّكَ الغرّاء  ..  في سما العلياء
يا أبا الفضلِ  ..  يا أبا الفضلِ
شَبَّ مُذ أَرجَزَ طودًا يَحطِمُ الكُفرا
وتجلّى من قتامٍ في الوغى بدرا
هُوَ عَباسُ وما يُدريكَ إن كرَّا
قِيلَ عادَ المُرتَضى في كربلا نشرا

خاضَ بالماءِ وما  ..  بَلَّ منهُ صدرا
بَل رَوى مِن نزفِهِ  ..  بالدماءِ نهرا
موقِفٌ قَد ملأ  ..  الكونَ منهُ فخرا
عن وفاءٍ شامخٍ  ..  عِزَّةً ونصرا

لاهِب الأحشاء  ..  لا تذوقُ الماء
يا أبا الفَضلِ  ..  يا أبا الفَضل
ما أحالُوهُ قِتالًا فرَموا غدرا
كَمنوا مِن كُلِّ حدبٍ حولَهُ مَكرا
بينَما كانَ يُوقِّي جُودَه صَدرا
ضربوا اليُمنَى فخرَّت كَفُّهُ طَرَّا

وعلى اليُسرى أتت  ..  ضربَةٌ الحُسامِ
فَهَوت دامِيةً  ..  وسَطَ الرُّغامِ
ضَمِّ جودَ الماءِ عَن  ..  مارِقِ السّهامِ
ثُمَّ مالَت رايَةُ  ..  المَجدِ والتّسامي

كُنتَ في الهيجاءَ  ..  تَدفَعُ الأعداء
يا أبا الفضلِ  ..  يا أبا الفضلِ
أيُّ سهمٍ كانَ أشقى يا أبا الفَضل؟
أوهَل ذاكَ الثُلاثِيُّ على النّصلِ
فأصابَ العينَ جُرحًا سالَ كالمُهلِ
أم هُوَ المُهرِقُ ماءَ الجودِ والوَصلِ

قَد هَوت عِمامةُ  ..  الجرحِ والمُصابِ
فاستباحوا هامَةً  ..  بأذى الحِرابِ
بعمودٍ فَضَخوا  ..  الرأسَ بالعذابِ
ومِنَ الطبرَة قَد  ..  خرَّ بالترابِ

تمسَحُ الزهراء  ..  هامَةً نوراء
يا أبا الفضلِ  ..  يا أبا الفضلِ