شبه رسول الله الأكبر معفور

شبه رسول الله الأكبر معفور مات شهيدا .. نالَ خُلودا

العام الهجري: 1446

كلمات الشاعر: عمّار محمّد يعقوب

أداء الرادود: حسين أمين العشيري

قبل أن يظفر بالخُلْدِ الوَلد      ..      مر في شتى الرزايا
فهو رمز للصبور في الشدَدْ      ..      ثابتٌ رُغمَ البَلايا
يسمَعُ المَولى يُنادي في كَبَدْ      ..      "نحنُ نَسرِي وَالمَنايا"
فينادي : "نحن للحقِّ عَمَدْ      ..      ليس في هذا خفايا"

سرْ حَثِيثًا يا إمام الأتقيا!
"لا نبالي" رُغمَ جور الأدعيا
قد رأينا الحق فيكم باديا
سر وأنصارُكَ حتمًا أوفيا

فيكم بذل الأرواح      ..      دربكم الحقُّ فلاح
وعليه نحن نسير      ..      نفديه ولا نَنْزاح

وسيبقى كل نصير      ..      يفدي درب الإصلاح
وبدرب الخُلْدِ يَسير      ..      يبصرُ جَنَّتَهُ السَّاحُ

فالأكبر يُبْصِرُ في الظُّلُماتِ النُّورُ




ثُمَّ قبل الخوض في جيش العِدا      ..      قدم المولى ضناه
ليُفَدِّي الدِّينَ في أعلى مدى      ..      مُدرِكًا عُظْمَ عَنَاهُ
وأتى الأكبر في شكل بدا      ..      مِثْلَ طه في سَناهُ
ثُمَّ رِفَ القلبُ مِنْ رُكن الهدى      ..      إِذْ رأى مِنهُ فَنَاهُ

قال: "أذن عاليًا يا شِبل ياسين
أرجع الأَيَّامَ دَهِرًا أَنصفَ الدِّينُ
أسمع الدُّنيا أَذانَ القبلِ والحِين
شاهِدًا أَنَّ أَبِي خِيرُ النَّبِيِّينَ

لا تذهب يا ولدي      ..      وارحم ما في خَلدِي
لترجل بين يدي      ..      واتَرُكْ ضَرْبَ الْمُلْدِ

كن قربي يا أكبر      ..      كيفَ لِفَقْدِكَ يُصِبَرْ؟
أصحيح تتعفر ؟      ..      وتُبضَعُ وَسْطَ الكَرْ؟

كيف لفقدك صبر؟ قلبي مفطور




وَمَشَى الأكبرُ كَيْ يَروي الفدا      ..      حاملًا ثقلا عليه
وامتطى الخيل مُعيدًا بالصدى      ..      ظامِنًا: "جدي شبيهي" 
خاض في الأوساط صَلَبًا جَلْمَدا      ..      ناحرًا من يعتديه
ضاربًا مثل حسين في العدا      ..      و"الفتى سر أبيه"

واعتلى صوت الفداء الأزلي
"إنَّني شبلُ الحُسين بن علي"
صيدي الأبطال والأمرُ جَلِي
نافد ضربِيْ خَلَا مَنْ زَلِلِ

في ضربي للجُندِ      ..      توسيدٌ في اللحد
لا ليسَ بِهِ زَلَلٌ      ..      وكذا يُعرَفُ صَيْدِي

حتَّى بخباثته      ..      قد بَرَزَ ابْنُ الْعَبْدِي
فمضى عنِّي عَطَشي      ..      ورأيتُ يَدَيْ جَدِّي

وسَقانِي شَربَة َ كوثَرِه ِ المَبرور




ضَرَبَ الملعون قلب المصطفى      ..      وعليا والبتولا
ثُمَّ أردى بالمُصابِ المُجتبي      ..      كُلُّهُمْ عَانُوا طَوِيلا
لكن المولى حسين قد هوى      ..      مُلْقِيًّا قولا ثقيلا
يا عَلَيَّ من بعدِكَ الدُّنيا عَفا      ..      رَوْحُها عَنِّي وَمِيلا"

قد هوى الأكبر والخيلُ سَعى
لا يرى للجيش يبني المصرعا
فاحتواه القومُ ما فرد رعى
شَبَهَ الهادي وحِقدًا قُطِعَا

شهق المولى وأتاه      ..      فَجِعًا يكبو بخطاه
ودعا: "أي وا ولداه!"      ..      فجع المولى بفتاه

أعلي أيا ولدي      ..      خرجت روحي والله!
فقدك يعني عيشي      ..      بين الزفرة والآه

قُلْ لي هل أمُّكَ تصبر صبر شكور؟




رَجَعَ المَولى بشجر النازلة      ..      آه يا عظم الفجيعة
ولقد هبَّتْ عليه العائلة      ..      غَمَّةً بعد الوديعة
"واحبيباه" تُنادِي مُعولة      ..      وهي في الصَّبْرِ رَفِيعَة
لكن الهول اعتراها؛ فعلي      ..      بات أوصالا قطيعة

فإذن ماذا بقلب الوالدة؟
هَلْ تُرى تصبر وهي الفاقدة؟
كربلا تنبيك عن ذي العابدة:
سَوفَ تبقى بالفداء خالدة"

تصبر رغم الآلام      ..      وتنادِي رُغمَ أوام: 
"نصر حسين عندي      ..      خير هدايا الأَيَّامُ

فَأَنا أُمِّ لِوَلَدْ       ..      ما هابَ وَرَفَعَ الهام"
فعليه صلاة الله      ..      وعليها ألْفُ سَلَامٌ

هم أهل البيت لهم سعي مشكور